بلبريس سبورت كل مايخص الأخبار الرياضية الوطنية والدولية

كارلوس ألكاراز….ملك التراب الجديد ينتزع العرش من بين أنياب المجد

في ملحمة أسطورية استغرقت 5 ساعات و29 دقيقة، قلب الإسباني كارلوس ألكاراز الطاولة على الإيطالي يانيك سينر بعد أن كان متأخرًا بمجموعتين، لينتزع لقب رولان غاروس ويحفر اسمه في تاريخ البطولة كأحد أعظم أبطالها.

في مباراة ستظل محفورة في ذاكرة التنس الحديث، قدّم كارلوس ألكاراز عرضًا إعجازيًا ليقلب الطاولة على المصنف الأول عالميًا يانيك سينر، ويتوّج بلقب رولان غاروس بعد الفوز عليه (4-6، 6-7، 6-4، 7-6، 7-6) في أطول نهائي بتاريخ البطولة منذ انطلاق الحقبة المفتوحة، متجاوزًا نهائي 1982 بين فيلاس وويلاندر (4 ساعات و42 دقيقة).

ما بدأ كمواجهة تقليدية بين الأول والثاني في التصنيف، تحوّل إلى واحدة من أعظم الملاحم في تاريخ الملاعب الترابية، بلغت ذروتها حين أنقذ ألكاراز ثلاث كرات لحسم المباراة كان يملكها سينر في المجموعة الرابعة. وبينما بدأت يد الإيطالي ترتجف، ظل المورسي الشاب يقاتل كمن يرفض الاستسلام للقدر.

من فم الهزيمة إلى فم المجد

مع تأخره بمجموعتين وخسارته إرساله في المجموعة الرابعة، بدا ألكاراز وكأنه على وشك السقوط. لكن جمهور ملعب فيليب-شاترييه كان له رأي آخر، إذ انفجر المدرج دعمًا للمدافع عن لقبه، الذي وجد طاقة جديدة فجّرت بداخله كل روح التحدي. أعاد كسر إرسال خصمه، وجرّه إلى شوط فاصل كان فيه أكثر صلابة، ليعدل الكفة ويذهب بالمباراة إلى مجموعة خامسة.

وفي المجموعة الحاسمة، ورغم كسره مبكرًا، تماسك سينر ونجح في فرض شوط فاصل أخير. إلا أن ألكاراز، في لحظة الحقيقة، أطلق العنان لتنس ناري لم يترك فيه مجالًا للشك، وفاز بالشوط الحاسم 10-2، وسط تصفيق جماهيري حارق.

الأرقام لا تكذب

هذه الخسارة، هي الخامسة تواليًا لسينر أمام ألكاراز، الذي يتفوّق الآن (8-4) في سجل المواجهات بينهما. ويُعد الإسباني اللاعب الوحيد الذي نجح في هزيمة سينر ثلاث مرات ضمن آخر خمسين مباراة له. كما أنها المرة الأولى في مسيرة ألكاراز التي يفوز فيها في مباراة ضمن البطولات الكبرى بعدما كان متأخرًا بمجموعتين لصفر.

في المقابل، ما زال سينر يعاني أمام المباريات الطويلة، حيث لم يحقق أي انتصار في مواجهة تجاوزت الأربع ساعات (سبع هزائم)، بينما ألكاراز ملك الساعات المتأخرة، بانتصاره الـ12 مقابل هزيمة وحيدة عندما تتخطى المباريات 3 ساعات و50 دقيقة.

وريث نادال يعلن بداية عصره

في غياب نادال عن البطولة، بدا وكأن ألكاراز لا يكتفي بأن يكون مجرّد خليفة. بل جاء ليؤسس مملكته الخاصة على الطين. بـ22 انتصارًا مقابل هزيمة وحيدة هذا الموسم على الملاعب الترابية (في نهائي برشلونة أمام رون)، وثلاثة ألقاب كبيرة: مونتي كارلو، روما، ورولان غاروس… ألكاراز لم يعد مجرّد وعد، بل حقيقة.

وفيما بدأ نجوما العصر الذهبي في الانسحاب – فيدرر اعتزل، ونادال يودّع، وديوكوفيتش يُصارع الزمن – ينهض ألكاراز وسينر ليحملا الشعلة. سبعة من آخر ثمانية ألقاب كبرى ذهبت إليهما، والوحيد الذي اقتحم هذا الثنائي هو ديوكوفيتش في أمريكا المفتوحة 2023، حين نال لقبه الرابع والعشرين والأخير.

أما ألكاراز، فلا يزال بعمر 22 عامًا فقط، ومع ذلك لم يخسر أي نهائي كبير حتى الآن (5 من 5). نضج مبكر، وقوة ذهنية، وتنس لا يعرف الحدود

Leave a comment