[vc_row][vc_column][vc_wp_custommenu nav_menu="9"][/vc_column][/vc_row]
“الفورمولا 1” في طريقها إلى المغرب؟.. مشروع استثماري ضخم بقيمة 1.2 مليار دولار ينعش آمال إفريقيا

بعد انتظار دام أكثر من ثلاثة عقود، قد تصبح عودة “الفورمولا 1” إلى القارة الإفريقية أقرب من أي وقت مضى، مع اقتراب المغرب من دخول السباق لاستضافة أحد جولات البطولة العالمية، بفضل مشروع ضخم يُقدّر بـ1.2 مليار دولار ويُرتقب إنشاؤه جنوب مدينة طنجة.
خلال عطلة نهاية أسبوع جائزة موناكو الكبرى، أكد الرئيس التنفيذي للفورمولا 1، ستيفانو دومينيكالي، أن محادثات جارية مع ثلاث دول إفريقية بشأن إدراج القارة في الروزنامة، لكنه أشار إلى أن التوصل لاتفاق نهائي “لن يكون في المستقبل القريب”. ورغم أن جنوب إفريقيا كانت على الدوام الخيار الأبرز بفضل حلبة “كيالامي” الشهيرة، إلا أن العوائق المالية والإدارية أخّرت العودة المنتظرة. كما أعلنت رواندا، في نهاية العام الماضي، ترشحها الرسمي عبر رئيسها بول كاغامي خلال حفل توزيع جوائز الاتحاد الدولي للسيارات في كيغالي.
الآن، تدخل المملكة المغربية على الخط بقوة من خلال مشروع متكامل أُطلق عليه لقب “ميني أبوظبي”، يُرتقب تشييده على بُعد 20 كيلومترًا جنوب مدينة طنجة. المشروع يتضمن حلبة من الدرجة الأولى قادرة على استضافة الفورمولا 1، سباقات التحمل (WEC)، والدراجات النارية (MotoGP)، إلى جانب منتزه ترفيهي، مركز تسوق، فنادق، ومارينا، مع خلق ما يناهز 10 آلاف فرصة عمل.
وقد تم بالفعل تأمين استثمار خاص بقيمة 800 مليون دولار، في انتظار موافقة الجهات العليا في المغرب لضمان التمويل الكامل. وتم تقديم المخطط التفصيلي للمشروع هذا الشهر إلى الجهات المختصة، وسط تفاؤل بإمكانية تحول الحلم إلى واقع.
طنجة… البوابة الأوروبية للمغرب
من أبرز نقاط القوة التي تعزز الملف المغربي قرب طنجة من أوروبا. فالمدينة تتصل بسهولة بميناء “طنجة المتوسط”، الواقع على بعد 45 كيلومترًا شمال شرقها، والذي يمكن الوصول إليه من ميناء “الجزيرة الخضراء” الإسباني عبر رحلة قصيرة. هذا ما سيسمح لفرق الفورمولا 1 بنقل معداتها وبناء “الموتورهوم” الخاص بها في الحلبة، بدلًا من الاعتماد على منشآت مؤقتة خلال عطلة نهاية الأسبوع.
من هو العقل المدبر؟
يقف وراء المشروع الفرنسي إريك بولييه، المدير السابق لفريقي “مكلارين” و”لوتس” في الفورمولا 1، والمدير التنفيذي السابق لجائزة فرنسا الكبرى بين 2018 و2022. وبولييه لم يُخفِ أن المشروع “مغامرة صعبة”، لكنه أكد أنه يلبي تمامًا معايير الفورمولا 1 لما يجب أن تكون عليه تجربة سباق إفريقية مميزة.
“ذهبت أنا وفريقي الذي كان يشرف على الجائزة الفرنسية إلى المغرب نهاية 2023 لإجراء دراسة جدوى”، قال بولييه في تصريح حصري لموقع RacingNews365. “وجدنا أن الموقع المختار يستوفي كل الشروط، فبنينا المشروع على هذا الأساس. إنه مشروع ضخم يشبه أبوظبي من حيث الرؤية والطموح، وسيخلق نظامًا بيئيًا متكاملًا قائمًا على السياحة”.
وأضاف: “الموقع استراتيجي، على بعد 15 كيلومترًا فقط من مطار طنجة والفنادق. إنه مشروع جدي ينتظر فقط الموافقة العليا. لو حصلنا على الضوء الأخضر، سنكون أمام كل ما تحلم الفورمولا 1 بتحقيقه في إفريقيا”.
التحديات لم تنتهِ بعد
رغم التفاؤل، يُدرك بولييه أن الطريق ما زالت طويلة. فبعد الحصول على الموافقة، سيكون لزامًا إغلاق النموذج المالي وضمان التمويل الكامل قبل التقدم رسميًا بعرض إلى إدارة الفورمولا 1. “أفريقيا تستحق الفورمولا 1، والفورمولا 1 بحاجة إلى إفريقيا”، يقول بولييه بثقة، لكنه يبقى حذرًا: “بدون موافقة السلطات العليا، المشروع سيظل على الورق”.
ويوجد تصميم مبدئي للحلبة، لكن بولييه يؤكد أن العمل مع مهندس حلبات معتمد ضروري لتلبية المتطلبات التقنية الدقيقة للاتحاد الدولي للسيارات (FIA).
بين رواندا وجنوب إفريقيا… هل تكون طنجة هي المفاجأة؟
في الوقت الراهن، يتأخر المشروع المغربي على مستوى الأولوية مقارنة بعروض جنوب إفريقيا ورواندا، لكن بولييه يعتقد أن المشروع المغربي قد يكون “الخيار الأنسب” على المدى الطويل، بفضل موقعه، بنيته التحتية، ورؤيته الشاملة.
وإذا ما حصل على الضوء الأخضر قريبًا، يتوقع بولييه أن تُنجز معظم الأشغال، بما في ذلك الحلبة، في غضون ثلاث سنوات.
ختامًا، قد تكون طنجة بوابة الفورمولا 1 إلى القارة الإفريقية مجددًا، ليس فقط من خلال سباق، بل عبر مشروع متكامل يمكن أن يُغيّر وجه المنطقة اقتصاديًا وسياحيًا. ومع تسارع الخطى والمفاوضات الجارية، ربما لن يمر وقت طويل قبل أن نسمع دوي محركات الفورمولا 1 في شمال المغرب.