[vc_row][vc_column][vc_wp_custommenu nav_menu="9"][/vc_column][/vc_row]
هل يستحق أشرف حكيمي الكرة الذهبية في أمسية 22 شتنبر؟

ظهر اسمه ضمن قائمة المرشحين الثلاثين لجائزة الكرة الذهبية، خلال إعلان مجلة “فرانس فوتبول” عن القوائم الأولية لجوائز حفل “البالون دور” المزمع إقامته في مسرح “شاتليه” بالعاصمة الفرنسية باريس. في 22 شتنبر القادم.
أشرف حكيمي، ظهير باريس سان جيرمان، والمتوج بدوري أبطال أوروبا هذا الموسم، بات رسميًا مرشحًا لنيل أهم جائزة فردية في عالم كرة القدم. هذا الترشيح، رغم رمزيته، يطرح سؤالًا مشروعًا: هل يستحق فعلاً أن يُتوج بالكرة الذهبية لعام 2025؟
سجل حافل وموسم خالٍ من الأخطاء
خرج حكيمي من موسم متكامل على جميع المستويات. تُوج بلقب الدوري الفرنسي، وكأس فرنسا، وكأس الأبطال، والأهم من ذلك دوري أبطال أوروبا مع باريس سان جيرمان. لقد فاز بكل شيء ممكن على مستوى الأندية.
كان أحد ركائز منظومة المدرب لويس إنريكي، يشغل الرواق الأيمن بثبات وانضباط وذكاء تكتيكي. خاض جميع المباريات الكبرى أساسياً، وقدم أداءً متوازنًا، دون صخب أو ضجيج. لم يكن يسجل أهدافًا كثيرة، لكنه كان حاضرًا في التغطية، وفي التحولات، وفي خلق التفوق العددي على الأطراف.
مركز لا يمنح الذهب
حسب نقاد رياضيين، فإن المشكلة تكمن في مركز الظهير الأيمن الذي ليس الطريق الممهد نحو التتويج بالكرة الذهبية.
تاريخيًا، لطالما فضّلت الجائزة اللاعبين الهجوميين. ومنذ عام 1956، لم يفز بها سوى مدافع واحد فقط: الإيطالي فابيو كانافارو سنة 2006، بعد قيادته منتخب بلاده للفوز بكأس العالم. حتى فيرجيل فان دايك، بأدائه التاريخي سنة 2019، لم يتمكن من كسر هذه القاعدة.
أشرف حكيمي لا يلعب في مركز يتيح له تسجيل الأهداف أو تقديم أرقام فردية تثير إعجاب المصوّتين. قيمته تتجلى في الأداء، لا في الإحصائيات. وهذا وحده لا يكفي في عالم تحكمه لغة الأرقام والصور.
شرعية أفريقية ودور تمثيلي
حكيمي ليس مجرد لاعب ممتاز. لقد أصبح رمزًا. منذ مونديال قطر 2022، حيث قاد المغرب إلى نصف النهائي، بات يُجسد نموذجًا جديدًا للاعب الأفريقي: محترف متزن، وملتزم، ومخلص لقميص بلده، ويقدم مستوى عالٍ باستمرار في أوروبا.
ترشيحه هذا العام يُعد حدثًا نادرًا. فمنذ تتويج جورج ويا سنة 1995، لم يفز أي لاعب أفريقي بالكرة الذهبية. اقترب ساديو ماني عام 2022، ولامسها محمد صلاح، لكن دون تتويج. القارة السمراء، في هذا السياق، غالبًا ما تكون ممثلة بشكل رمزي لا أكثر.
وبالتالي، فإن ترشيح حكيمي يحمل أبعادًا رمزية تتجاوز الأداء: هو تذكير بأن التميز قد يأتي أيضًا من الرواق الأيمن، ومن لاعب يحمل اسمًا عربياً، أفريقياً، ومسلماً.
حضور إعلامي محدود
وفق تصور المحللين، التتويج بالكرة الذهبية لا يتحدد فقط داخل المستطيل الأخضر. بل هو أيضًا ثمرة صورة تُبنى، وسردية تُروى. وحكيمي لا يسعى للظهور الإعلامي، لا يروّج لنفسه، ولا يشارك في صياغة قصة درامية حول شخصيته. وهذا قد يُضعف حظوظه، في عالم باتت فيه الصورة والنفوذ الإعلامي جزءًا من آلية التصويت.
العديد يرون أن أشرف حكيمي يستحق أن يكون ضمن قائمة أفضل ثلاثين لاعبًا في العالم. ويستحق، من حيث الأداء والتتويجات، أن يكون في قائمة العشرة الأوائل، وربما حتى الخمسة. لكنه، على الأرجح، لن يفوز بالكرة الذهبية لعام 2025. ليس لأنه لا يستحق، بل لأن المعايير غير المعلنة للجائزة لا تزال تميل لمن يسجل ويصنع أهدافًا ويأسر خيال الجماهير.